الفصل الأول

1583 Words
وجفت ورودها الحمراء.. الفصل الأول انتفضت سُندس وهي تسمع صوت إغلاق بوابة المنزل بعد دخول غريب..وكذالك انتفض قلبها كما جسدها لقدوم الحبيب.. حبيب عمرها وأحلامها ...غريب الغير غريب عن قلبها .قلبها ملكًا لغريب منذ نعومة أظافرها منذ حكمت العادات البدوية أن الرجل يأخذ إبنة عمه لتُكتب سندس على إسم غريب ...انها زوجة العمر له ولا تحل لغيره ليكتب قلبها ميثاق العشق والوفاء للغريب وتعطيه كل حبها دون توقف او قيود او حتى ...كرامة سمعت خطواته تقترب لتزجرها والدتها هامسة.. -ضعي الوشاح على رأسك ياسندس سمعتها عفاف والدة غريب لتقول ضاحكة... -ياحكيمة ابني عقد قرانه عليها..ألا تروي عيناه بمرئى خصلاتها الناعمة..عل نعومتها تُنسيه شقاء يومه جعدت حكيمة جبينها لتقول بفتور... -لا يصح ياأم غريب..تكون في داره ويرتوي بها كلها متى شاء..ولكن الآن لا يصح إلا الصحيح اطرقت سُندس برأسها خجلة وهى تتحاشى النظر لغريب الذي اكتفى بإجلاء حنجرته بخشونة وهو يلقي تحية جادة خاليه من المشاعر ... -مرحبًا بكِ ياخالة..اهلا ياسُندس رفعت سُندس وجهها المتورد للتحدث بصوتٍ مهتز خجل.. -أنرت ياغريب..حمد لله على سلامتك القى غريب مفاتيحة على الطاولة المنخفضة ليضع يده في جيب عبائته البيضاء قائلا.. -أنار بوجودكم ياإبنة العم..بالإذن منكن القى كلماته ثم اتجه يسير في المنزل الواسع حتى اختفى بين جدرانه..لتتنحنح عفاف بحرج قائلة.. -بالتأكيد ذهب ليغير ثيابه..سأعد له غدائه تعالى معي ياسُدس وقفت سُندس بلهفة قائلة.. -اجلسى ياعمتي وأنا سأحضر له طعامه..ارتاحي انتِ وقفت عفاف قائلة بإبتسامه خبيثة.. -لا..سأريكِ الطعام واساعدك بتسخينه وانتِ أدخليه له في غرفته وشاركية طعامه إنتفضت حكيمة قائلة بضيق وهي تنظر لإبنتها الخرقاء... -لا يصح أن ينفرد بها في غرفته..اعذريني ياعفاف ولكن لا يجوز مايحدث هذا تجاهلتها عفاف ونظرت لسندس قائلة... -اذهبي للمطبخ ياحبيبتي..واتركيني أحادث امكِ للحظات اطاعتها سُندس لتجلس عفاف أمام حكيمة وتقول بهدوء.. -ماهي قصتك ياحكيمة..لا توافقي أن يحادثها في الهاتف ولا توافقي على جلوسهم بمفردهم ،وايضا ممنوع أن يرى شعرها..ممنوع ممنوع ممنوع..مالذي تفعلينه بالضبط ! تحدثت حكيمة ببرود قائلة.. -انا لا أفعل شيئ ..ولكن أقول مايصح ومالا يصح اختي تن*دت عفاف لتقول بصبر... -يجوز أن يرى شعرها ياحكيمة..ويصح ان يحادثوا بعضهم ويجوز أن يجلسوا بمفردهم..ابني عاقد قرانه على ابنتك لا داعي للإعتراضك الدائم زمت حكيمة شفتيها بغيظ قبل أن تقول.. -هذا ليس حديثي ياعفاف انما أوامر أباها وقفت عفاف لتقول بهدوء.. -في هذة الحالة سأخبر راجي يحادث أخاه من المفترض أن سندس صارت زوجته لا يجوز الإعتراض والتدخل بين إمرأة وزوجها ياحكيمة **تت حكيمة والدم يغلي في عروقها لتقول بمضض.. -افعلي مايحلو لكِ ياعفاف لا تدخلي الرجال بيننا ابتسمت عفاف إبتسامة صفراء لتقول وهي تتجه للمطبخ.. -وانا ايضا أرى ذالك..سأذهب لأُساعد سُندس دلفت عفاف لتجد سندس تقف أمام الموقد هائمة وعيناها شاردة بعيدًا..لتتأكد أن الفتاة تفكر في غريب..إبتسمت بحنان وهي تقترب من سندس قائلة... -الى هذه الدرجة تحبين غريب ياسندس إنتفضت سندس وهي تضع يدها على ص*رها بفزع.. -بسم الله ياخالة..أفزعتني -وهل أنا عفريت ياسندس عانقتها سُندس سريعًا قائلة.. -لا سمح الله ياخالتي لا أقصد..انا كنت شاردة وصوتك جعلني انتفض خوفًا من أن تكوني غريب سمعت صوته الذي تهيم به عشقًا وله كل الشوق.. -وهل أنا العفريت ياإبنة العم إنتفض جسدها بخوف وخجل لتقول.. - انا.. لا..لم..لا حرك غريب رأسه بعدم إستيعاب لكلماتها الغير مترابطة ليقول بهدوء وهو يفتح البراد ويخرج زجاجة ماء... -هل علىّ إختيار الحرف مما بين الأقواس ! ضحكت والدته لتقول بتأنيب... -الفتاة خجلة لا تحرجها ياغريب..اذهب لغرفتك وسندس ستأتيك بالطعام لتأكلوا سويًا وضع الزجاجة بعدما ارتوى ظمأه وخرج من المطبخ ب**ت بينما سندس كانت تائهة في تأمله بدءً من خصلاته الطويلة الناعمة التي تعدت رقبته..مرورا ببنيته القوية والتي بُنيت بسبب عمله في المحاجر..وحمل الأثقال وطوله الذي يفوقها بفرق لا بأس به همست لها زوجة عمها قائلة... -انا جهزت الطعام بينما انتي هائمة على وجهك خذي الطعام واجلسي معه وتحدثوا..القي له جميل الحديث..واسرقي قلبه برقتك وحبك ياسندس احمر وجهها بخجل ولكن حركت رأسها بحماس.. -اتمنى أن يبادلني حبي له..ادعي لي ياخالتي أنا أحب ولدك للغاية..أنا أذوب فيه قلبي مُتيمً به و كمكمت عفاف فمها سريعًا قائلة بحزم... -اخفضي صوتكِ يافتاة ألا تعلمين فنون الترفع لا تجعليه ينهل من نهر حبك ويزهدك فيما بعد إبني لا يحب القليل ولا الكثير..توسطي في أمور حياتك يرتاح قلبك ويعتدل عقلك همهمت سُندس سريعًا وهي تأخذ الطعام لغريب... -نعم نعم ياخالتي كما تأمريني أخذت الطعام على "الصينية " الكبيرة وذهبت بها الى غرفته..أنزلت يد تطرق بها الباب ثم أمسكت الصينية سريعًا مره أخرى فتح غريب بعد طرقتها لتدلف بإستحياء داخل الغرفة وتنزل الطعام على الطاولة وتقول بتعلثم... -الطعام..جاهز..قد يبرد إن لم جلس غريب أمام الطاولة من قبل أن تكمل حديثها لتقول بخفوت وهي تراه يأكل.. -تأكله في الحال طال **تهم..هو يتناول طعامه في هدوء وهي لازالت واقفة جواره تفرك يدها ..تنتظر أن يخبرها أن تجلس وتشاركه طعامه وشردت من جديد في غريب بشرته السمراء أثر شمس بلدتهم الحارة فكه الشديد الذي يدهس الطعام في فمه دهس شفتاه الغليظة والتي ورثها عن خالتها عفاف وكتفاه القويين من تحت رقبته... كانت تهيم به وعيونها تلمع ببريق الحب وقلبها يقرع بقوة من ذاك الشعور العنيف ومعدتها تتلوى بعنف وجعًا وتوترا كلما رأت غريب رفع وجهه أخيرًا ليقول بإنتباه.. -قالت أمي انكِ يتشاركيني طعامي..لا أن تحدقي بي دون هدف ياسندس زاد إحمرارها وجلست سريعًا تبرر بإندفاع.. -انتظرتك أن تقول لي ان أجلس التوت شفتيه برضا ليغمغم بهدوء.. -أرى أنكِ تعلمتِ درسك جيدًا عبست وهي تتذكر صراخ والدها حينما كان يأكل طعامه مع غريب..وانضمت لهم بعفوية ضاحكة..ليصرخ بها والدها معنفًا إياها..كيف تجلس على الطعام معهم دون أن تأخذ الإذن من خطيبها غمغمت بخفوت.. -نعم أنا أتعلم سريعًا بشكلٍ جيد -جيد..هيا تناولي طعامك إبتسمت من جديد وبدأت بمشاركته الطعام وقسمت من رغيف الخبز الذي سبق وأن أكل منه وبدأت بالأكل بقلبٍ منشرح وشهية مفتوحة لتتحدث بعدما تنحنحت لتجلي صوتها.. -صديقاتي سيجتمعن غدًا عند هالة هل من الممكن أن اذهب معهن و.. -لا جاء رفضه قاطعًا لحديثها لتقول برقة.. -ولكن ياغريب..لقد اشتقت لهن و.. قاطعها من جديد وهو يقول بحزم... -لا ياسندس..ماالذي لا تفهميه في كلمة لا ! -انا فقط كنت وقف عن الطعام وهو يمسح يده في المنديل.. -درسك الثاني أن تتعلمي ألا تراجعيني في قراراتي والثالث ألا تتحدثي معي وأنا أتناول طعامي لا أحب الحديث على الطعام..مفهوم ياسندس هزت رأسها بإيجاب ليقول بضيق.. -ودرسك الرابع لا تتحدثي بالإشارة طالما تسطيعين الحديث تجمعت الدموع في عيناها واطرقت رأسها لتقول بخفوت.. -مفهوم يا غريب -جيد تركها وجلس على الأريكة البعيدة..بينما هي وقفت لتلملم الصحون الفارغة على بعضها..وحملت "الصينية" وكادت تخرج ليقول... -دعي الصحون في المطبخ وتعالي إلى مره أخرى كادت تحرك رأسها ولكن تحدثت بطاعة.. -حسنًا خرجت من الغرفة لتمسح عيناها سريعًا من الدموع هامسة لنفسها... -كفاكٍ حساسية من كل شيئ..هو لم يقل شيئًا خاطئ لما الدموع الآن وضعت الصحون في المطبخ..وسكبت له كوب عصير طازج بنكهة الموز بالحليب..وعادت لغرفته مره أخرى لتجده مُمد على الأريكة وعيناه مسلطة على سقف الغرفة تنحنحت بحرج لتسمعه يقول.. -ادخلي وأغلقي الباب اطاعته ودلفت..ليخرج من أسفل وسادة الأريكة كتاب ليقول وهو يعطيه إياه... -اقرأيلي أول عشر صفحات من الكتاب شخصت عيناها بصدمة وهي لا تصدق ماقاله غريب لا يجيد القرائه ولا الكتابة..لم يدخل الروضة ولا المدرسة...من طفولته لم يتعلم حرفًا واحدًا..حتى حينما يريد أن يحفظ القرآن..ذهب لشيخه وأقرأه القرآن حتى حفظه..أما القرائة والكتابة لا يجيدها. القى كل إهتمامه على الحجر والمحاجر فقط لا يواكب عصره في اي شيئ..وهذا ساهم في إنعزاله ورغم جهله إلا أن كرامته تعلوا كل شيئ دائما إلا انه يخجل من كونه غير متعلم ولا يجيد فك الأحرف حتى...رضوى شقيقته الصغرىٰ أخبرتهم ذاك السر الصغير قرأت العنوان على الكتاب بعدما إبتلعت صدمتها " من رسائل كافكا لميلينا " ! جعد جبينه وهو يضع يده تحت رأسه.. -لما كل هذا التعجب ! -اممم لا شيئ كنت...اقصد لا اظنك تحب قرائة هذا النوع من الكتب..يعني..أمور العشق والهوى إعتدل بنصف بجسده ليقول بدهشة.. -أليس هذا الكتاب يتحدث عن السياسة وحال الدول العربية ! -بالطبع لا تمدت مره أخرى وهو يهمس بغيظ.. -سأريك يا عاكف.. خمنت سندس أنه أراد كتاب سياسي ولكن عاكف ال**بث جلب له أخر يتحدث عن الحب والمشاعر اطرقت رأسها بحيرة لتقول... -هل اقرأ أم.. قاطعها بضيق.. -اقرأي ولكن لا تزيدي عن خمس صفحات همهمت لتقول وهي تتصفح الكتاب.. -هناك بعض الرسائل التي أحب أن اقرأها مراراً سأقرأها لك لم يجيبها لتقرأ بصوتٍ ناعم هائم.. -من كافكا لميلينا..انا سيئ..بائس..غير صالح للعلاقات من ميلينا الي كافكا..وإن كنت مجرد جثة في العالم أنا احبك لم يعقب ابدا لتتابع بلهفة.. -وانت ياميلينا إن أحبك مليون فأنا منهم وإن أحبك واحد فهذا أنا وإن لم يحبك أحد فإعلمي حينها اني قد متت ايضًا لم تجد منه تعقيب على تلك الكلمات الرائعة لتقول بخجل وحب كبيران... -كلما اقرأ هذة الكلمات..اتمنى لو يحبني احدهم كما أحب كافكا ميلينا إعتدل غريب ببطئ ليقول بجفاء وهو يأخذ منها الكتاب.. -امنيتك متأخرة ياصغيرة..ان كنتِ قظ نسيتي فأنتِ زوجتي الآن..ولا يحق لكِ قول تلك التراهات غامت عيناها بدموع العاطفة لتهمس.. -ألا ترى أني احبك ياغريب..الا تشعر بأنك المقصود بأحدهم..بل انت الوحيد الذي احبه واهواه ايضًا اشتد وجهه أكثر واحتد صوته ليقول... -ألم اقل لكِ ياسندس لا تتحدثي في أمور الحب الفارغة تلك..انا لا أؤمن بتلك التراهات..ولا أحب أن تحركك مشاعر تافهة..لا يوجد شيئ يسمى حب..لقد عُقد قراننا لا داعي لتلك الكلمات اللزجة..مفهوم امتقع وجهها بألم لتقف وهي تضع الكتاب أمامه.. -مفهوم ياغريب..هل أذهب الآن -نعم وخذي هذا الكتاب معكِ انحنت لتأخذه مره أخرى ولكن جذبه من يدها قائلا بجمود.. -لا لقد غيرت رأيي لا يجوز أن أنهاكِ عن شيئ واعطيكِ مايشجع على التفكير به..اتركيه واذهبي ازدات كثافة دموعها لتقول بخفوت.. -بعد إذنك خرجت سريعًا من الغرفة وهي تكتم شهقة موجوعة واتجهت نحو مجلس النساء لتجد والدتها تقف وتضع الوشاح على وجهها..ولكن حينما رأت عيون ابنتها الدامعة قالت بحسرة مخبئة... -هيا ياسندس..لقد أخذتي حصتك من زوجك اليوم لتهمس بينها وبين نفسها بلوعة على ابنتها... -ألا لا يريحك الله ياغريب..ويهد*كِ ياسندس تركتي كل الرجال واخترتي رجل المحاجر ظلمتِ نفسكِ ياإبنة قلبي..أم أن التقاليد والقبيلة هي التي ظلمتكِ..لكِ الله ياصغيرتي لتنظر لعفاف الصامتة وتقول بسخرية... -ها قد جلسوا سويًا ياعفاف وانتهت جلستهم بدموع ابنتي استأذنك لنغادر ويكفي لليوم ثم امسكت يد ابنتها التي انهت وضع الوشاح على وجهها وخرجت من الدار سريعًا وكأن شياطين الأرض تتبعها """
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD